الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

من كناش الوالدة

من كناش الوالدة

من درر كناش الوالدة المستخرجة في المولد ، مديحية العلامة محمد فال (بَبَّها) ولد محمذن ولد أحمد ولد العاقل (دالية بَبَّها) فهي اليتيمة العصماء في كناش اللآلئ ذاك:

أدخلتُ نفسي ومن خالَلتُ من أَحد :: في الميم والصّادِ من لفظ اسمكَ الصمد
وفي الدوائر من لفظ الجلالة والـــمِيمَينِ مِيمَيْ سُماكَ المؤمِنِ الأحد
والميمِ والطاء من لفظ المحيط كما :: أدخلتهم جيبَ طه مظهرِ المدد
أدخلتهم جيبَ أبهى من به سبَحَت :: شياظِمُ العيس من بطحان للبلد
وخير من طاف بالبيت العتيق ومن :: وافى المناسك فوق جَسرة أُجُـد
ومن أراقَ دماء البُدن مشعَـرَةً :: على أياسرِ كلِ تامكٍ قَرِدِ
وخير من شام عضبا صارما ذكَرا :: في جنب من هو لم يولد ولم يلد
كيوم مكة والأحزاب إذ دهَموا :: ويوم بدر وأوطاسٍ وذي قَرَد
ومن أذل رقابَ الشوس من نُمُر :: ومن نمَيرٍ ومن كلب ومن أسد
أدخلت نفسي وأهلي جيبَ من شهدَت :: بصدق بعثـته الغزلان بالجرد
والصرح والصخر والحصباء قد شهدت :: والجذع حنّ حنين الأم للولد
ومن يكن جيبُ طه حصنَه انقلبت :: له المكارهُ أمنا شِيبَ بالرشد
والهونُ يغدو له بالعز منعكساً :: والخسرُ بالربح والنقصانُ بالزّيَد
فريقُه حين مسَّ العينَ ناضبةً :: والعينَ غائبةَ الإنسان من رمد
من يمنه زال ما بالعين من رمد :: وتلك فاضت بعذبٍ ليس بالثمد
والليلُ لما محا الرحمن آيته :: فكاد يسوَدّ منه الوجه من كمد
تمَّ السرور له من بعد طرحته :: إذا صار فيه سُرى ياسينَ بالجسَد
إذ بات يخترق السبعَ العلى صعداً :: حتى انتهى صعداً لمنتهى الصعد
وإذ غدا في ربيع الألّ مولدُه :: غدا ربيعٌ ربيعَ القلب والكبد
ويومُ الِاثنين منه نال منزلةً :: عنها تقاصر يوم السبتِ والأحد
وإذ ثوى بالبقاع الطاهرات غدت :: في رتبة لم تكن للثّور والأسد
فسل قُـباءً وبطحاءَ العقيق وسَل :: سَلعا وغرسا وأعلى السفح من أُحد
وسل حِراءً وثوراً والحطيمَ وسل :: سفحَ الحجونِ إلى حومانة الكتد
فالأخشبين فغار المرسلات إلى :: خَيف المحصَّب فالبطحاء فالسعد
منازلُ اكتسبت بالمصطفى شمَماً :: على منازلَ بالعلياء فالسَّند
فيها تردد جبريل الأمين على :: طه الأمين بقولٍ ليس بالفنَد
فيها الطواسين والأنعام قد نزَلَت :: مشَيّعاتٍ بأملاك ذوي عدد
للّه للّه أيامٌ بها سلَفَت :: ما إن يُرى مثلها في سالف الأبد
فيها الشريعةُ قد قامت دعائمُها :: على المكارم والإحسان في السدد
وقد حماها سراةُ صحبه فغدت :: في زِيّ غيداء تسبي القلب بالغَيد
بكل أبيض صافي اللون ذي ثقة :: وكلِّ أسمر لَدنِ المتن مطّرد
بكف أروع حامٍ للذمار إذا :: كعّ الجبانُ وبانت دهشة النجِد
حلو الشمائل من تيم بن مرّة أو :: من ءال عبد مناف أو منَ آل عدِي
ومن ضراغم باقي العزّ من مضر :: أوغُرّ قَيلةَ أهل البأس والصفد
تراه في السلم في الأنداء متئدا :: وفي الملاحم يُلفَى غير متّئد
ألَا طربت وما شوقي إلى طلل :: عافٍ تغير غيرَ النؤيِ والوتد
ولا لظبى أحمِّ المقلتين غدا :: عما أحاول منه منتهى البعُد
لكن لطيبة قد أمسيتُ ذا طرب :: وما بطيبة من سهل ومن جلد
يا من نمته عروق الفخر من مضر :: كما تسنم فرع المجد من أدد
إني غرِضتُ إلى اللقيا كما غرضت :: مِن فقدها لنمير الماء نفسُ صدِ
جُد لي بلقيانةٍ يلفى بها رغداً :: عيشي فما العيشُ إن لم تلف بالرغد
أنت المقيمُ لمن وافاكَ ذا أودٍ :: حتّى يكون كأن لم يُـمسِ ذا أود
أنت الشفيع غدا يوم اللواء كما :: أنت المجير من اللأواء قبل غد
ومن أتاك رديء الكسب صار له :: مما أتاكَ رديءُ الكسب غيرَ ردي
فكيف يصدأ قلبي بعدما خلدَت :: أوصاف ذاتك ذاتِ الحسن في خلدي
أم كيف أخشى من الأعداء صولَتَها :: وقد شددتُ بمدح المصطفى عضُدي
أم كيف أرتاع إن غُودرتُ منفردا :: وحدي ومدحُك أُنس الخائفِ الوحد
وكيف يصعب حاجٌ لي أحاولُها :: وأنت جاهيَ في حاجي ومستنَدى
حسبي مديحكَ يا نعمايَ من نعم :: ومن عروضٍ ومن عين ومن حفد
عليك أزكى صلاةٍ لا نفاد لها :: ما أنَّ فضلك محفوظٌ من النفَد
معْها سلامٌ كتـرياق المدام إذا :: شُجّت سحيرا بماء الثلج والبَـرَد

الكاتب: إكس ولد إكس اكرك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق