الثلاثاء، 28 أبريل 2020

ادْرَأ عن نفسكَ أيها الوزير الأول

ادْرَأ عن نفسكَ أيها الوزير الأول

حين توفي الشيخ سعد بوه  ولد الشيخ محمد فاضل القلقمي، رثاه تلميذه العلامة البشير بن امباريگي بقوله:
ألا يا صحبتي عوجوا فحيوا :: ربوعًا ما بمَربضهنَّ حيُّ
قفـوا بالربع وابكـوا فهـو رشـدٌ :: وبله ربوعَ عزة ، فهو غيُّ
أيحسُنُ بالـمحبِ جـمودُ عيـنٍ :: وقـد لاح الـمنازل و النُؤُي
أيا ربعا بذي البركاتِ أقوَي :: وغُـودرَ فيكَ سُنيٌ سَنِيّ
فإ مَّا كنـت شبـرا ، فيـك بـحر :: وطـود شامـخ بدر بـَهِـيُّ
فـذا الـقـرآنُ يـجمعـه جفيـرٌ :: صغيـرُ الـحجمِ تـمثيلٌ جليُّ
سقـاكَ من الـحيا الوسـمي غيـثٌ :: وجـادَ علي منازلـكَ الولـيُّ
ولا زالـت بـكَ الرحـماتُ تتـري :: تجـدّدًها الصبيحـةُ والعشيُ

غير أن بيتيْ البشير:
فإ مَّا كنـت شبـرا ، فيـك بـحر :: وطـود شامـخ بدر بـَهِـيُّ
فـذا الـقـرآنُ يـجمعـه جفيـرٌ :: صغيـرُ الـحجمِ تـمثيلٌ جليُّ

أدخلا البشير حرجا كبيرا ومحنة عظيمة حيث رأى البعض أنه دخل حرجا عقديا
، عندما سمع القصيدة وقال - بحضرة صديق البشير محمد فاضل بن أحمد ليل اليعقوبي - ينبغي للبشير أن يجدد عقده.

 فكتب محمد فاضل إلى البشير:
أما بعد:
 فيا خليلي البشير، فإني بالنصيحة عليك أشير، إدرأ عن نفسك بالحق في مرثيتك التي فيها أن شيخنا بحر ضمه قبر ومثل الضام الجفير الذي ضم القرآن.
فإن محمذ باب بن امحمد في هذه الشتوة أتيته و معي محمد بن عبد الصمد ، وسألني في تلك المسألة فقلت لابأس به لأن فهمي أنه يريد أن الضمتين متماثلتان لاأنه يريد مماثلة المضمومين، فأبى
وقال: "ينبغي للبشير أن يجدد العقد"
 فادرأ عن نفسك، وهذه نصيحة لا نميمة
كتبه
محمد فاضل بن أحمد دليل.

فلما وصلت الرسالة إلى البشير، كتب رسالة إلى العلماء:
"ساداتنا العلماء وفّقكم الله، نلتمس جوابكم فيمن قال في مرثية رجل مخاطبا لقبر بقوله:
فإ مَّا كنـت شبـرا ، فيـك بـحر :: وطـود شامـخ بدر بـَهِـيُّ
فـذا الـقـرآنُ يـجمعـه جفيـرٌ :: صغيـرُ الـحجمِ تـمثيلٌ جليُّ
ومراده ضرب المثل لإمكان ما أدّعِيّ من احتواء الظرف الصغير على الشيء النفيس، مع علم هذا القائل، أن ضرب المثل عند البيانيين أقسام، والتشبيه لايقتضي مماثلة كل مفردة من مفردات المشبه للمشبه به ..."

وقد كتب العلامة حامد بن محنض بابه بن عبيد"
فإن مثل البشير لايحمل كلامه إلا على أحسن محامله، وأبعدها عن ما يؤدي إلى الطعن، وقصد الاستدلال على إمكان احتواء حاو صغير على عظيم القدر، وبيان أن لاغرابة في ذلك بوقوعه في الجفير الحاوي للقرآن العظيم البالغ من عظم القدر إلى حد لايقدّر قدره .

وكتب العلامة محمد سالم بن ألما:
فقد تأمّلت بيتي العالم الأبر، الحاج حامل كتاب الله تعالى وتاليه آناء الليل وأطراف النهار شيخنا البشير، نفعنا الله ببركته وبركة علومه، فإذا أنا لم يظهر لي مما تقُوٌل عليه فيهم قليل ولاكثير.
 وما قلت هذا حسن خلق، بل هو الذي عندي.

وكتب كذلك جملة من العلماء يبرئونه منه العلامة اشريف ولد الصبار وغيره.

**
الناحتون في أثلة الوزير الأول إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا تراش سهامهم وترشق في مقتل حتى كادوا يستغرقون ذمته بـ (إعمار مدينة الطينطان .. ووزارة الإسكان وبيع ابلوكات  إلخ..)
فعلى الوزير الأول أن يدرأ عن نفسه بالحق

أما من يدافعون عن الوزير بأنه بالمحتد والأرومة فوق التهم فلسان حالهم:
جاوَزتَ فِي لومه حَداً أَضَرَّ بِهِ :: مِن حَيثُ قَدرتَ أَنَّ اللومَ يَنفَعُهُ
.
بداية السطر

كامل الانتظار

الكاتب :إكس ولد إكس اكرك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق