السبت، 1 فبراير 2020

في يوم الخط نتذكر ابن مقلة المنتبذ القصي أسند بن محمد ناجم الجكني

في يوم الخط نتذكر ابن مقلة المنتبذ القصي
أسند بن محمد ناجم الجكني

في الصورة المرفقة معلقة زهير بن أبي سلمي بخط ابن مقلة زمانه العلامة أسند بن محمد ناجم الجكني.
ولد أسند بأرض العقيلات عام شاكس 1321 هـجرية 1903 ميلادية ، تلقى العلم في محيطه الأسري وعلى علماء عصره ، وكان أحد نابهي تلامذة يحظيه ولد عبد الودود ، وكان إمامًا في النحو واللغة وعمل بالتدريس في محظرته.
كان مضرب المثل في جودة الخط وحسنه " شوف العين أخير امن الرد " انظر الصورة.
ومع سعة علمه وجمال خطه كان أسند رحمه الله شاعرا فحلا لايبارى، ولئن كان أسند هنا خط معلقة زهير الجميلة بخطه الجميل، فثمة قاسم مشترك بين الرجلين هو أن زهير اشتهر بامتداح هرم بن سنان المري ، واشتهر أسند بامتداح ابن عمه الجواد  أحمد ولد مايموت الجكني وهو أحد فضلاء عصره وأثريائهم، يقول في مدحه:
طاف الخيال بشعث هُجَّعٍ سحرا:: وعند زورته ولى وقد سحرا
ثم انثنى وانثنى بالصبر يتبعه:: والليل من دونه قد جن واعتكرا
ثم انتبهنا وقلنا ليس ذا بشر:: أتعرفون خيالا يشبه القمرا
فارتاع قلبي مما قد رأى بصري:: فقلت سبحان من قد صور الصورا
فرى فؤادي بموسى من محبته ::ولم يبال بما من بالفؤاد فرى
فظلت حيران مشتاقا لرؤيته:: والدمع من حدقي فوق الردا قطرا
فدى لريانة الحجلين مائسة ::كالغصن ماس بما من النسيم جرى
تريك وجها تذم البدر طلعته:: ومبسما كأقاح الرمل قد مطرا
تريك سالفة وجيد مغزلة:: رأت من الطلس قنا ضابحا وترا
غدا سريعا وأنف الصبح يحمله:: مستطعما دردقا من نسله عشرا
رمى فأخطأ ما يرمي فقلت له:: هلا قصدت الهمام السيد الوزرا
تكفيك كف نوال منه نائلة:: إبلا وشاء وبيقورا تلا حمرا
مأوى الأرامل والأيتام كلهم ::مأوى المساكين والأضياف والفقرا
باتوا سريعا إلى جدواه قد وردوا:: ويرجعون وكل منه قد صدرا
وكم كسا من ضعيف لا لباس:: له إلا الدَّهاس ومن ضيف أتى فقرى
سباهم المحل من أرض اليسار إلى:: عسر فأطلقهم وقبله أسرا
ففي مصابيحه لذي الضلال هدى:: إن راح في ظلمات الغي وابتكرا
إن جئت تسأل يوما حاجة سترى:: برق البشاشة في مزن الجبين سرى
وانهل وبل الندى من نوء راحته:: وأبقل الأرض ذاك الوبل حين جرى
فكان للناس مرعى بعد جدبهم:: قد أصبحوا كلهم من فضله أمرا
أحيا من الجود ما قد مات مذ زمن فما:: يموت ابن "مايموت" مذ حضرا
حسن الثناء اشترى بكل غالية ::من ماله ويجازي كل من شكرا
وإذ تشير إليه جاء منحنيا ::مطأطئا رأسه يستوعب الخبرا
ترضيك منه بشارات مبشرة ::تلوح في وجهه تبدو لمن نظرا
بنى على المدح بيتا ثم قال له ::كن للضعاف فلم يعد الذي أمرا
لبى مقيما بأرض قد أقام بها :: "بتيلميت" ازدهى وازدان وازدهرا
لدى الحلول به وحين حل به ::طاب الملوك به وطابت الوزرا
لا زال لا زال يولي كل مكرمة:: من بحر فضل رمت أمواجه الدررا
لا زال من ربه في فضل نعمته ::والله يكلؤه إن غاب أو حضرا
فالسادة الكبرا نالوا بكم رتبا ::ونلتم رتبا بالسادة الكبرا
حوى طباعَكم أوانَ نشأتكم ::بيتٌ قديم مضى لأشعر الشعرا
المانعون فلا يسطاع مامنعوا :: والمنبتون بجلد الهامة الشعرا
صلى الإله على الهادي وشيعته ::ما طاف طيف بشعث هجع سحرا

وله في مدح أحمد ولد مايموت أيضا:
دارَ أسماءَ أين ويكِ الغواني::والتصابي وأين ويكِ الأغاني
أين أسما وأين هندٌ ودعدٌ::وسُليمى وأين أم أبان
قد عهدناك في مغانيك عِينٌ::كل وهنانة كخوط البان
يتهادين في نسيج النصارى ::يتبسمن عن ثمانٍ ثمان
كل جيداءَ لن تجود بوصل::ثم تأبى بالمعصم الريان
يتعاهدن في معاهدكِ الزهر ويأمن طارقَ الحدثان
إن يكن ذلك الزمانُ تقضى::وترامت به صروفُ الزمان
فلكم تهت بعده بأبي::ماجدِ الأصل ثابتِ الأركان
إن تجده تجد أديبا لبيبا::ملجأ المعتفي أمانَ الجاني
أحـمد الحائز السباق بطرق البذل والمكرمات يوم الرهان
زاهر باهر تقي نقي ::عالم سالم من الهذيان
إن يحدثك عن شوارد علم ::صدقته شواهد الامتحان
باسط الكف بالعطاء الجزيل الكامل الوافر البسيط الغاني
لقيَّتهُ الأنام في الجدب والمحل فتاهوا به على الأزمان
قد حباني وودني مذ زمان :: وملا لي من الشهيّ الأواني
وكساني بكل بُرد حسان ::ومن البارد الفرات سقاني
وحباني "تلجا" وشاها شهيا ::وبخير القرى سريعا قراني
لم يزل عاطفا علي بقصد :: إن رمتني له يد الجولان
فسقى أرضه شآبيب غيث ::يمطر اليمن دائم الهملان
وعلى صفوة الأنام صلاة ::وسلام من العلي دائمان

عاش رحمه الله عمرا قصيرا بحساب السنين عريضا بالعطاء ، حيث توفي رحمه الله سنة 1943 تغمده الله بواسع رحمته.

كامل الود
الكاتب: إكس ولد إكس اكرك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق