الجمعة، 29 نوفمبر 2019

جمهور الثقافة

جمهور الثقافة

بين يدي هذا المنشور
صب الطيب ولد ديدي رحمه الله  ذات شاي كأسا لأحد أصدقائه فقال الصديق:
هاذ الكاس امحالي..
فقال له الطيب لعلك لم تقرأ ما كتب عليه
قال الصديق وهل كتب عليه شيء ؟!
قال الطيب نعم مكتوب عليه أنه (ماهُ واجب)

كذلك أقول لمن يرى هذا المنشور طويلا أو غلبو ايوفيه ، أنه غير واجب القراءة وتلك مسألة تنفعه ، فليطو الدجى إلى غيره.

تابعت الليلة حلقة متميزة من البرنامج الأدبي (جمهور الثقافة)
استضاف مقدم البرنامج الأديب دمبه ولد الميداح ، أسرة فنية عريقة ضمت الفنان سيدي الطاهر ولد أعمرإيگَيو، والفنانة مامه منت همدفال.
كما استضاف الأديبين الكبيرين أحمدو ولد أبنو و المختار ولد الداه ولد محمذن السالم.
كانت حلقة متميزة بكل المقاييس.

في بداية الحلقة غنت الفنانة مامة مدحة جميلة فجاء گاف الفتى أحمدو سريعا وتلك شنشنة أعرفها من أخزم ، وجاء گاف المختار..

وتناول الضيوف في فقرة النقد الأدبي موضوع النقد والجيل الجدد الذي أخذ عليه الأديب أحمدو فقر معجمه الحساني رغم جودة القريحة ونصحهم بقراءة اغن الأديب محمد ولد باگا رحمه الله ، فهو اغنَ غني بالحسانية الأصيلة وضرب لهم مثلا بهذا المقطع  من اغنَ ولد باگا:
بسْم اللهْ الْيوْمْ امسَنتينْ
التّارِيخْ افْلكْ واهْوَيِيـنْ
لـسْتعْمارْ وُمُنَاضِليـنْ :: لسْتِعْمَارْ ولوْنْ اتْوَاجِيهْ
ؤُهاذَ دَاغرْ مُدّتْ تسْعينْ :: اسْنَه حَدْ امْسَنْتِ اسَنْتِيهْ
امْن امْج لَسْتِعْمَارْ امْنيْنْ : سنْت واسْبابْ امْجيهْ ، امْجيهْ
اعْل بَابُ عنْدُ هَمّيْنْ :: إلَ بَلْ أثْلَاثَه فَيْدِيهْ
شمْنْ التجَارَة فَاتْ إليْنْ :: صَنْعُ دَايرْ مدّ تشْرِيهْ
أدَايرْ بَاشْ إِحَصّلْ لعْوينْ :: افْشِ جَاهْ ابَاشْ إكَاشِيهْ
وبْشِ يشْرِ بِيهْ الْمَكِينْ :: وِخَلًصْ عمّالُ ويَعْطِيهْ
اطْريگ الْشمْنْ الْمالْ اجْديدْ
امنْ هوْنْ اعوينُ لحْديدْ
والْملْحْ وشِ ثَانِ مُفِيدْ :: يعْگدْ گيلُ فِيهْ إِوَفٍيهْ
رِيشْ انْحَـاسْ الْعلْكْ الٍ فيْدْ :: بَاطْ الناسْ إتمْ إرَوْسِيهْ
وِشَيّدْ كِيّانْ وُتَشْييـدْ :: كِيّانُ چهْچاهْ ، اچهْچيـهْ
ما وَدّ مَاهُ لتْكَارِيدْ :: اصْبيعْ الخُوصَ لتْمَاصِيهْ
مَنْ هَوْنْ وُگامُ صَنَادِيدْ :: اعْليهْ وُرَمْحُوهْ اتْقَاسِيهْ
منْهمْ ولْ احْجُورْ وُسِيدْ :: أحْملَ أحْمد مَاتْ امْناصيهْ
اعْلَ غلْظُ وَاحْمَـل دّيْـدْ :: لگويْشيشي بَلْ اتْلَاگيهْ
امْعَاهْ وتنْمادْ الرَشِيـدْ :: ولْ الحَامدْ فيهْ إِشَاوِيهْ
وجَ عُمَرْ طَالْ أُوٌلْ اسْوَيْدْ :: أَحْمَدْ بَكًارْ وُهَحْ اعْطِيهْ
گدُ وُگدو وَاعرْ شَهِيـدْ :: نِضَالْ النّضَالْ إِنَشْوِيهْ
مَيّارَه عَبْدُوتْ أُعَسّاسْ :: وُمُلايْ الزيْنْ وُرجْلِيهْ
الثًانِينْ وُلا بَخْلُو بَاسْ :: كلْ امْنادمْ جَاهْ ابْغَزٍيهْ

كانت فقرة "ضيف الحلقة" فقرة باذخة مع الأديب المتميز الفتى التقي ولد الشيخ عن أدب العملاق محمد ولد آدبه.

وكانت فقرة "الوجه الآخر" كوقوف المطايا على خرقاء واضعة اللثام
كان ضيفها الإداري والأديب محمدن ولد سيدي ولد احمدناه الملقب (بَدّنَ)
تحدث عن لقائه بالشيخ ولد مكيٍ في ألاگ ، وكيف  حدثه عن تعلمه لغن فقال:
لقيت سيديا بن هدار في اندر و أنا شاب يافع و كان شيخا كبيرا فقلت له أريد أن تعلمني لِغْنَ فأنَّ أنّة طويلا ثمّ أطرق هنيهة و قال:من أي قبيلة أنت؟ قلت من إجيجبه.قال مازحا : إننا نتخذ من لغْن وسيلة تكسُّب و من طلب منك أن تعلمه و سيلة عيشك الوحيدة فقد أحرجك !أمَا إنك ضيفٌ فسأعلمك لغنَ بشروط ثلاث هي: أن لا تنتهك به أعراض المسلمين فالله قد حرمها بالنثر فكيف بالشعر ، و أنْ لا تضيِّع أيَّ فرصةً تهيأتْ لك لاقتناص فكرة شاردة دون اغتنامها و لو لم تُذِعْ ما أنتجته لأنَّ في ضَياعِ " المقصد " كبْتا للقريحة و تثبيطا للمَلَكَةِ ، و أن لا تُنشد ما أنشأته على الناس قبل أن تطمئنَّ إليه مهما طال احتفاظك به لنفسك دون الغير.
ثم أمرني سيديا بأن آتيه بدفتر ففعلت و قال لي إن اكتساب القدرة على إنشاء الشعر لا يتأتَّى إلاَّ بحفظ مختارات الشعرحتى تختزن الحافظة رصيدا كبيرا منه و منه سأكتب لك ما شاء الله في هذا الدفتر على أن تجتهد في حفظه.
قال الشيخ : ملأ الدفتر من جيِّد الشعر الحساني و عدت إليه فاستلمته و حفظت ما فيه بعد حين و صرت كلما عمدتُ إلى محاولةٍ عرضتُها عليه فأعرض عنها حتى جاء ذلك اليوم الذي أتيتُه فيه عشيةً و هو جالس في ظل السجن المدني "كصو" بحي "لوضه" فأنشدته طلعة فوجئتُ به يَستحسنُها أَيَّما استحسان و يُطلق بحقها "اتْبَرْبِيرْ " و هذه الطلعه هي طلعة "وَيَاجَه" المشهورة.
وُعْرْ الْحاجَ ذَ الْعامْ بادْ :: لحْگْ الاَّ حگْ والْهُونْ كادْ
واهلُ وَيَاجَ فيه عادْ :: شــاطِنْهم وُعْرْ الْحاجَ
اُعاد الِّ حاجَ كانْ زادْ :: لهلُ فيه ابْلا حاجَ
يكونْ ءانَ وحدِي افْلانْ :: أشْطَنْلِ منْ وَيَاجَ
اُمنْ وُعْرْ الحاجَ حدْ كانْ ::اِجِ منْ تَلْ اُلاَجَ

ويصيف ضيف "الوجه الآخر" وحكى علينا الشيخ من اغناه غير المطروق ، ومن أحسن ما سمعتُه مباشرة من الشيخ ولد مكي من إنتاجه قوله:
حرِّ كانْ انزلْ بدويراتْ :: إِفرْشِ و انزلْ بالليَّاتْ
من لخيام أُ عادْ ابلِلِگاتْ ::البلْ شِ و انزِلْ شِ سَگامْ
و انزادْ اگدِرْ من لِعْوَيْناتْ :: وانزاد امْن الخَطْ اجَّنْگامْ
و اتفسْكاتْ النوبَ ما فاتْ ::ٱمْنْ الهمْ ٱجْبَرْ حدْ الْ هَامْ
أُلا خلاَّه التخمام إتَمْ :: افْ لخيام إِرد التخمامْ
فالهَمْ أُلا خلاَّه الهم :: إرِدْ التِّخمام افْ لخيام

تحدث بدن عن لقائه بلمرابط الحاج ولد فحف وما دار بينه وبين الشيخ التراد بن العباس في آكوينيت وهو إذ ذاك عائد من حجته المشهورة.
وسأل بدن لمرابط الحاج: هل فكرتم في الأخذ عن الشيخ التراد
فأجاب لمرابط بأنه لم يأخد عنه ، مضيفا أنه لم يصادف من تسلم إليه القلوب (مانَعْتولو ملانَ)
ويقول بدنّ إنه قص القصة على العلامة الشيخ اباه ولد عبد الله في النباغية ، فعلق الشيخ اباه قائلا: "عدم الوجدان لا يقتضي عدم الوجود"

وتحدث بدن عن قصة قدوم العلامة لمرابط محمد سالم ولد ألما والعلامة محمد ولد حمّينَ على العلامة ببها ولد أحمد للعاقل للدراسة ، فسألهما تواضعا هل تعرفان منهجية الدراسة عندنا هنا ؟ ، منهجنا هنا أن يقدم الطالب (كتبَتَه) أحيانا يفهمها شيخ المحظرة هو الأول ، وأحيانا يفهم الطالب قبله وأحيانا لايفهمها أي منهما.

ما إن انتهت فقرة "الوجه الآخر" حتى دخلت مامه افلبياظ وحرك لبياظ ما كان ساكنا فحكيت آگوليل لبير، ولما حكي لبير تداعى إلى أذهان القوم ملك لبير العملاق أحمدو سالم ولد الداهي رحمه الله ، فتركوا الصدى قواصد الطائر المحكيّ.
حكى له المختار:
مگَرتْ لمج واجْميل:: امشاوْ امع لبابَه
ركبت لبابه لاجميل :: الدحميسْ الكذابَه
وحكى له أحمدو:
ابْــجاو مَاشِ مَنْوَيْشْ ::الظهر إِرُوحْ احواشِ
لَعْوَيْجَه لَ مَـرَاحْ تَيْشْـ  ـطَيَاتْ اهل الخَـرَّاشِ
وقال دمبه إنه لم يطربه شيء في لبير كما أطربته طلعة أحمدو سالم:
يالگَوم إلّ مگَط گَوم :: عادُ كيفتكم مِنسحُوم
لخلاگَ ذان جيت يوم :: الجمعه ولّ شاطن
محدُ شاطن مانگَوم :: ملان عالم باطن
ولاعندِ للدرين جلب :: امن الظاهروالباطن
كون الگَومْ إل شرگَ علب :: تنبيعل فالباطن

وحكى المختار:
يهل تنبيعلى اصديگ :: امعاكم ما مدخول ظيگ
إلّ عدتول فطريگ :: يصلح الله اطريگ
ماه محتاج ايگَول كيگَ ::  گَد الْ فيه اصرط ريگ
لعادْ ابْذنب ينغفرْ ::  والدهر اسلك من ظگ
لعاد ابْعيب ينسترْ:: واتعود الناس اصديگ

وحكى أحمدو طلعة لأحمدو سالم سماها  "صحيفة المتلمس" ، وذلك أنه أثناء زياة للگَومْ إل شرگَ علب تنبيعل فالباطن ، بعث محمد سعيد ولد أشفغ مع أحمدو سالم سائقا بسيارته ، لكن السائق لم يكن سلسا معه ، وعند انتهاء الزيارة أعطاه أحمدو سالم رسالة ليوصلها لمحمد سعيد فصله حين قرأها:
وتْ اهل اشفغَ ما اتگَدْ :: تشبهْهَ وتَ عندْ حدْ
وتَ معلومة تنقْصدْ :: ولْ فيهَ كاملْ لاَيقْ
كُونْ السايقْ واسمعتْ بَعدْ :: منْ بعضْ امْنَ الخلايقْ
عنْ مُحمدْ سعيدْ گاعْ :: ما جاوْ اعشرْ دقايقْ
ولل عشرينْ اِلَينْ صاعْ :: السايقْ واگبظْ سَايقْ

وتذكرت أنا قوله:
وَتِتْ بَتَّا محمودْهَ :: سايقْ وَايْگَدْ ايقودْهَ
مايفرغْ لُ وقودْهَ :: تحت أوامرْ فتاهَ
وبّتاهَ وجودْهَ :: وتراود ما سَفتاهَ
بتّاه وأصبح گودَهَ :: مافيه اتْوَيّتاهَ
والناسْ اتْسوّل حگَ غيرْ :: أراهُ حَدْ افتاهَ
عن وتَ بْلا بَتَّا الخيرْ ::  ماهِ وتَ ابَّتّاهَ

وذكر أحمدو والشيء بالشيء يذكر أن هذا من المواقف الأدبية ، وأن ماذكره دمبه عن المحلق وبناته يذكر بقصة مجيء سدوم ولد آبه لأهل عبد العزيز ولد الشيخ محمد المامي.
والقصة والحديث لي هنا ، أن عبد العزيز طلق زوجته وجاء سدوم للخيمة فاستقبلته المرأة أحسن استقال فنحرت وقدمت اللبن والشاي ولما هم بالرحيل أعطته قلاة من الذهب وأمرت بجعل بقية اللحم فى ازگَايب وجعله على صيدحه ، وحين سأل عن الخيمة قالو له إنها خيمة عبد العزيز.
بعدهم قدم سدوم على خيمة من اولاد دليم وكان من الصدف أن تزامن قدومه مع وجود عبد العزير عندهم ، وبعد مراسم الضيافة سأله القوم من أين قدمت؟
فقال قدمت من زر اكويدس هذا من عند خيمة أهل عبد العزيز فما رأيت أكرم منهم ولاأحسن وفادة رغم اللأواء والبعد وقلة الماء ، وأنشد:
زر كويدس ذ گال حد :: مجدوبْ ولا عندو مَ
وابعيد امن المَ غير بعد :: عند خيمة معلومَ
خيمة عبد العزيز جر:: الدهر و تگلاب اصبر
ورفود الوغر واصمر :: فاسمع شيعة متمومة
ذاك الشيعته مايظر:: واعل سمع مخدومة
شاعر لجاها ينتظر:: ذاك يجيها يتلومَ
ما يخطيها ارج ينجبر:: ابيظ ناعم يتمومَ
ولَّ شي صرة تونتر:: للعار ولو ملمومة
ل للي غيرو ما تنذكر :: ولَّ عِشرَة مكعومة
منحورة ولَّ زاد مر:: كوبة ولَّ مخزومة
فقال عبد العزيز إن امرأة تجلب لرجل مثل هذا المجد والصيت لحَريُ بها أن تظل في بيته فقفل من حينه راجعا إليها.

ولم يستطع القوم الانفكاك من أسر أحمدو سالم فحكى أحمدو اكطاعو مع لعويجه:
يلَعويجه ذَ امْن آمبايْ  :: ذالعام اكثرتْ ذاوْخايْ
ءُوعر اتْورَس لَلِّي بْغايـْ :: ــتُ شرگَكْ هاذَ طارِ
وُلاهوامغَيّرنِ وارتخايْ :: إِلَ نَعطيكْ أخبارِ
واللِّـيلِ بيكْ الَّا الخيرْ :: شرگَك دارْ امن ادْيارِ
عَوامْ وُنَغمسْ وامْـنِيرْ :: واحذايَ حَوظْ إمْگارِ

وأجابته لعويجه:
ياحمدو سالم لاتْلَيتْ :: اتخصرْ لغنَ لابْغيتْ
انت مهللَّ ما انـسيتْ :: زَيْن أعيادِ وأفْـطارِ
واغناك الزين إلّي اسْمَيتْ ::  فيه ابياظِ واخظارِ
إلَ شِعتْ إلَ فوگ جَيتْ :: انظراتِ وانْظارِ
ظرك انت منِّ لاً أوفيتْ :: اعَتْ اعلَ شرگْ اتشارِ
شَينَ عندِ واسكت غيرْ :: مَا سَاقَط ْعـــنكْ عارِ
والليلِ بيكْ الَّا الخير :: هاذ زاد انتَ طارِ

كانت حلقة ماتعة جامعة مانعة

كامل لود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق