الأحد، 29 سبتمبر 2019

ولد أندح يكتب : نحن والتحكيم!



فتشت حثيثاً في صفحات بعض الإخوة من أبناء وطني، الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها قبل أيام قليلة، مدعين أن الحكم ساعد منتخبنا الوطني للمحليين كثيراً أمام مالي، عندما تعادل الفريقان في نواكشوط (0-0)، فكنت أتوقع منهم الليلة بعض الإنصاف؛ أو بعض التظاهر بالمصداقية، ليعترفوا هذه المرة بأن منتخبنا ذاته ظُلم اليوم تحكيمياً بشكل فج أمام نظيره البوركينابي، لكني لم أرَ منهم حرفاً واحداً مكتوباً في ذلك، ولم أسمع لهم همساً!
في مباراة المنتخب الوطني أمام مالي، لم يحتسب الحكم ركلة جزاء لموريتانيا، ولم يلغِ هدفاً للخصم، ولم يمنحه بطاقة حمراء! فما الذي فعله الحكم إذن ليكون قد جاء أمراً نكراً؟!!!
أما في مباراة الليلة؛
فقد تغاضى الحكم الغيني عن ركلة جزاء واضحة كان يمكن احتسابها للمنتخب الوطني في الشوط الأول!
احتسب ركلة جزاء لا أساس لها من الصحة لصالح منتخب بوركينا فاسو، وهي الركلة التي جعلته يعود في المباراة، بعد أن كان منتخبنا متقدماً في النتيجة حتى الدقائق الأخيرة!
امتنع الحكم عن إعادة ركلة الترجيح التي أضاعها محسن بده، رغم دخول ثلاثة مصورين إلى أرضية الملعب لحظة التسديد، وهي حالة ينص فيها القانون على وجوب إيقاف اللعب وإعادة الركلة، لوجود "جسم غريب" في الملعب!
رغم كل ذلك، لا أحد تحدث من هؤلاء تحديداً عن التحكيم هذه الليلة، وكأن الأمر "حاك الهم فم اگراد"، للأسف الشديد!
الخلاصة أن التحكيم عموماً قد يضرك وقد ينفعك، غير أن الناس "ال اعل بابها" في العالم كله تنقسم إلى قسمين حين يستفيد منتخبها أو يتضرر من التحكيم؛
القسم الأول؛ يتغاضى عن الحديث في التحكيم نهائياً حين يستفيد منه منتخبه، ويشكو منه بوضوح حين يتضرر منه، وأنا بكل الصراحة من هذا النوع..
وأما القسم الثاني فإنه يتحدث بإنصاف كبير عن التحكيم في كل مرة، فإذا استفاد منه منتخبه الوطني اعترف بذلك، وربما أبدى كبيراً حرجاً منه، وإن تضرر منه منتخبه أظهر انزعاجه وغضبه من ذلك بشكل واضح أيضاً..
أقر شخصياً، بأن هذا الصنف الثاني من الناس هو الأقرب إلى المثالية في التعامل مع التحكيم، وهم مستحقون للاحترام!
ولكن -برأيكم- إلى أي صنف من الناس ينتمي هؤلاء الذين يتحدثون عن التحكيم بجهورية كبيرة واستنكار واضح حين يستفيد منه منتخبهم الوطني، معربين عن اسمئزازهم من ذلك، وربما اتهموا أبناء وطنهم بالرشوة، ثم يصمتون صمت الأموات عندما يكون منتخبهم الوطني هو المتضرر من التحكيم؟!!
ما أتصوره شخصياً هو أن هؤلاء قطعاً "ماهم اعل بابهم بعد"!

المصدر: زهرة شنقيط 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق